هنالك ثورة مخملية ستغير من وجه الحياة اليومية على الويب، حيث ستمكن تقنيات هذه الثورة الجديدة الناس من تفحص خيارات رحلات الطيران آنياً، ومراقبة تغيرات أسعار الأسهم بسلاسة، إضافة إلى توفير إدارة أفضل لصورهم وبريدهم الإلكتروني على شبكة الويب، وستغدو عملية إعادة تحديث الصفحات شيئا من الماضي. إن توفر مثل تلك التقنية سيجعل من الحوسبة أسهل منالاً نظراً لكونها تنفذ على مخدمات الويب البعيدة، ويتم الوصول إليها من خلال المستعرضات التي باتت تطبيقات معيارية الآن. وبالتالي لن يحتاج المستخدمون بعد الآن إلى القلق حيال عمليات تنصيب البرمجيات أو نقل المعلومات حينما يعمدون إلى تبديل حواسبهم على سبيل المثال. إن مثل هذه الأفكار يمكن لها أن تصيب عملاق البرمجيات في العالم بالصداع، حيث باتت حزمتهم المكتبية هي المستهدفة هذه المرة بما فيها من معالج كلمات وبرمجية الجداول الممتدة وسواهما من التطبيقات. إن جلَّ هذه المخاوف تأتي من تقنية تدعى Ajax، والتي هي عبارة عن مجموعة من أدوات تطوير تطبيقات الويب التي باتت تتيح تسريع عمل تلك التطبيقات وذلك من خلال تبادل قطع صغيرة من البيانات بين المستعرض وبين المخدم عوضا عن الأسلوب القديم المتبع والذي كان يتم خلاله إعادة استدعاء كامل الصفحة في كل مرة يتطلب فيها التطبيق إجراء تعديل ولو بسيط على محتوياتها. في حقيقة الأمر، فقد سبق لشركة Microsoft ذاتها التعامل مع تقنية Ajax هذه منذ أواخر تسعينات القرن الماضي، لا بل أنها لا تزال تستخدم تلك التقنية في تعزيز مقدرة برنامجها الشهير Outlook للبريد الإلكتروني. على الرغم من كون تقنية Ajax تقنية قديمة العهد نسبيا، إلا أنها لم تلق حين ظهورها أول مرة الكثير من الاهتمام، إلا أن الفضل يعود إلى شركة Google في نفض الغبار عنها ولإعادة إكتشافها من جديد، وذلك من خلال طائفة من تطبيقاتها الجديدة والتي يقع على رأسها كل من Google Maps و Gmail واللذين شكلا فعلا علامة فارقة في عالم الويب وإشارة واضحة إلى ما ستؤول إليه تطبيقات الويب في المستقبل القريب. لمن يتطلع إلى بعض التفاصيل التقنية المتعلقة بمفهوم Ajax أقول أن هذه التقنية لا تعدو كونها أسلوب في التوفيق فيما بين مجموعة من تقنيات تطوير مواقع الويب المتداولة سابقاً بطريقة متناغمة. وتتألف عناصر تلك الجوقة من تقنية XML الذائعة الصيت والتي تمثل صيغة التخاطب فيما بين المستعرض ومخدم الويب وذلك في الاتجاهين ضمن التطبيقات التي تعتمد تقنية Ajax. أما العنصر الآخر فهي لغة JavaScript وهي التي يتم تنفيذ شيفراتها ضمن المستعرض على طرف الزبون، متيحا لهذه التقنية ميزة الاستجابة لأحداث المستخدم من نقر وتأشير وسواها من الأحداث التي لم تكن حتى الأمس القريب مما يتاح تحدبد استجاباتها من قبل مطور تطبيقات الويب العاملة على طرف المخدم. يضاف إلى هذه العناصر خدمات الويب Web Services، وهي فئة من البرمجيات العاملة على طرف المخدم والتي تتلقى الاستدعاءات بصيغة XML ممرَّرة من خلال بروتوكول HTTP ومن ثم تعود فترسل استجاباتها بذات الأسلوب، وهي التي تمثل في حقيقة الأمر النواة التي يجري ضمنها التنفيذ الحقيقي للمهام. مهما يكن من أمر، أود الإشارة إلى أنه لا يمكن أن تكون تقنية Ajax (أو حتى أي تقنية أخرى) حلا ملائما لنقل كافة التطبيقات إلى بيئة الويب، فمعالجات الصور هي مثال على تلك الفئة من التطبيقات التي يتعذر في المدى المنظور على الأقل نقلها إلى بيئة الويب، حتى أن شركة Google ذاتها قد قدمت تطبيق سطح مكتب اعتيادي اسمه Google Earth يتوجب على المستخدم تنصيبه إن كانت لديه الرغبة في الحصول على خرائط ثلاثية الأبعاد أو سواها من المزايا المتقدمة. هذا عدى عن وجود عوائق أخرى تحد من انتشار هذه الموجة من تطبيقات الويب وبلوغها المدى الذي تتحدث عنه التوقعات، من تلك العوائق نذكر على سبيل المثال العوائق الأمنية التي يتعذر بموجبها على المستعرض أن يقوم بعملية حفظ أي بيانات على جهاز المستخدم، ومن تلك العوائق أيضاً نذكر وجوب إبقاء الاتصال مع شبكة الإنترنت مستمرًّا ما دام المستخدم لا يزال يعمل على تطبيق الويب المعني. إضافة إلى ذلك كله، يجب التنويه إلى أن أدوات التطوير المعتمدة على هذه التقنية لا تزال غير ناضجة نضوج غريمتها تقنية Flash من شركة Macromedia. كما أنَّ العديد من التطبيقات المبنية باستخدام هذه الطريقة تفتقر إلى الاستقرار وسلاسة العمل خارج إطار بيئتي المستعرضين Internet Explorer و FireFox، لكن على الرغم من كل ذلك يبقى الدافع إلى مثل هذه الفئة من التطبيقات والحلول موجوداً طالما كان على المرء توزيع وقته وعمله بين حاسب العمل وحاسب المنزل إضافى إلى الحاسب المخصص للسفر والتنقلات، حيث يتوجب على المرء أن يؤمن التشارك فيما بين تلك البيئات المنفصلة، لا بل دمجها سوية في بوتقة واحدة، وهو الحقل الذي تعدنا فيه تقنية Ajax بالكثير المثير من خلال إغناء تجربة مستخدميها.